هل الاختلاف يفسد الود ؟؟

قد نتفق أو نختلف حول أمور كثيرة .. لكن الاختلاف ..لا يمر في كل الأحوال بقناة العقل ..فالعاطفة هي الحكم و الحاكم بين الناس..فهي التي تصنّف عباد الله ..و هي التي تحدد أوجه الاختلاف بينهم ..و هي التي ترسم أبعاد قبولها أو رفضها ..

و ليس صحيحًا أن "الاختلاف لا يفسد للود قضية "..

ليس صحيحًا أبدًا أن الاختلاف -حتى بين عقلاء الناس لا يترك آثارًا و ندوبًا ..

و ربما جروحًا في الأعماق..فالإنسان بطبيعته حسّاس ..إلى درجة يصعب فيها حماية المودة من تأثيرات الاختلاف.. صحيح إن وعي الإنسان ..و صحيح إن ثقة الإنسان بنفسه..و صحيح إن قوة إرادة الإنسان تقلّص درجة التأثر بالاختلاف القائم بينه و بين غيره..غير أن الأكثر صحة هو أن الاختلاف بين البشر و لا سيما حين تتكرر أسبابه ..

و أشكاله ..وطبيعته ..لا بد و أن يترك بصماته على علاقاتهم الإنسانية ..

ذلك هو حكم الواقع و منطقه..

أما أحكام المثالية و الطوباوية فإنها تظل "شعرًا ..تظل خيالاً ..تظل رومانسية فقط..

و من يقول بغير هذا فإنه يجانب الحقيقة ..

صحيح إن البشر يختلفون في درجة تقبّل الاختلاف مع الغير..

البعض يعتبره موقفُا عدائيًّا منه ..

و البعض الآخر يرى فيه "صلفًا" من قبل الآخر ..

و البعض الثالث يفسره على أنه يجسد قاعدة "خالف تُعرف"..

و البعض الرابع يعتبر الموقف المغاير لآرائه و أفكاره مسألة طبيعية سببها اختلاف البشر في أنماط تفكيرهم و طرق حيواتهم و أساليبهم في الحياة ...

و البعض الخامس يرى فيه غرورًا و ادّعاءً و تنفجًا ..

و بالتالي فإن ردود فعلنا تختلف ، بين من يتقبل الرأي الآخر برحابة صدر ، و بين من يهضمه و لكن بصعوبة ، و بين من يرفضه رفضًا باتًا ، و بين من لا يعيره أي اهتمام ..لكن الحقيقة الثابته هي: إن الخلاف يفسد الودّ!!! و إنه ليس صحيحًا إن الاختلاف لا يفسد للود قضية و إن البشر يضيقون بطبيعتهم بكل من يختلفون معهم ..

منقول:د.هاشم عبده هاشم /جريدة عكاظ /جدة

هــل انتم موافقــون ؟؟ :)